6 خطوات للتخلص من الأفكار السلبية والشعور بالفشل

هل شعرت يومًا ما بأنكِ غير قادرة على التخلص من الشعور بالانكسار، ولاسيما بعد ضياع حلم أو فقدان وظيفة ورحيل الأولاد عن المنزل؟ هل سألت نفسك يومًا، كيف يمكنك التخلص من كل هذه المشاعر السلبية؟ من المؤكد، أنكِ قد تجاوزت المشاعر السلبية لفترة مؤقتة ولكن عند حدوث أى انحراف آخر فى مسار حياتك تعاود تلك المشاعر والأفكار السلبية الظهور، وتدفعك للدخول فى دوامة من الحزن.

مهما كان حرصنا على بقاء كل شيء فى المسار الصحيح، عادة ما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن وتأتينا الحياة بالمفاجآت والصدمات؛ حيثُ تسير الأمور على نحو خاطئ وتفشل كل الخطط وبالتالى ندرك أنها نهاية مرحلة من مراحل حياتنا. فمن ثم نُصبح، بشكل مفاجئ، غير قادرين على المضى قدمًا وبالتالى، هناك سؤال يطرح نفسه، كيف سنكون قادرين على استجماع قوتنا والمضى قدما نحو مستقبل مشرق عندما يسيطر علينا الشعور بالضياع وفى حالة حدوث تغييرات جذرية كترك الأبناء بالمنزل بعد الزواج أو فشل العلاقات أو الفصل من العمل أو المرض؟ للإجابة على هذا السؤال وللتخلص من حالة الانكسار تقدم لك آنا مور، مدربة الحياة، بعض النصائح التى يتعين عليكِ القيام بها وتتلخص فى الخطوات الآتية:

 

1- الإقرار بأنكِ تُعانين من صدمة نفسية؛ حيثُ إن أى تغيير يُحدث أثرا نفسيا، فمن المؤكد أنكِ تتأثرين نفسيا بالصدمات، كفشل العلاقات العاطفية أو الفصل من العمل أو تشخيص الحالة الصحية الخاصة بكِ أو بأحد أحبائك. ونظرًا لأننا بطبيعة الحال بارعون فى دعم الآخرين، فمن السهل، على نحو لا إرادى، التغلب على مشاعرنا والتركيز على الفعل. لكن هذه المشاعر ستسيطر علينا لاحقًا، لذا أطلقى العنان لشعورك وأفكارك كخطوة أولى للتخلص من حالة الانكسار، لكن هذا لا يعنى أن تكوني متسرعة فى حُكمك كما أن هذا الأمر لا يعنى الضعف أو الاستسلام، بل على العكس تمامًا إنه سيكون من الذكاء والفطنة الاعتراف بأنكِ تشعرين بحالة من الحزن نتيجة لانتهاء مرحلة ما فى حياتك. 

 

2- اقبلى التغيير: فإذا أتت الرياح بما لا تشتهى السفن وفشلت علاقاتك العاطفية أو فقدت وظيفة، فإنه من الطبيعى أن تحاولي تغيير الأوضاع أو دفن رأسك فى الرمال، لذا حاولى ألا تفعلى أيا منهما فكلما تأكدت من أنكِ فعلت كل ما فى وسعك لتغيير الأوضاع ستتقبلين الأوضاع الجديدة عاجلا أم آجلا ومن ثم، سيكف عقلك عن البكاء على الأطلال وعن قول «ماذا كان يمكن أن  يحدث لو؟ و»لمَ لمْ تفعلي كذا وكذا؟». ثم، عليك أخذ قرار بترك الماضى جانبًا وعندما تلوح فكرة «لو»  أو «لماذا أنا؟» فى الأفق - والتى ستطرأ عليكِ بشكل مستمر -  تذكرى العهد الذى عاهدت به نفسك. وحينما تدركين أنه ليس فى إمكانك فعل شيء لتغيير الواقع، سيكون بإمكانك المضى قدمًا. 

 

3- تحدثى عن مشاعرك السلبية مع الآخرين؛ حيث إنها أفضل طريقة للتخلص من المشاعر المؤلمة وقبولها ولحسن الحظ أن الكثير منا لديه القدرة على فعل ذلك. وقد يكون من حسن حظك أن تكون قد مرت إحدى صديقاتك بتجربة مماثلة وقد تكون فكرت فى الأمر من منظور مختلف أى نظرت إلى نصف الكوب الممتلئ. كما يمكنك نشر أفكارك ومشاعرك السلبية عبر المنتديات الإلكترونية دون الحاجة إلى نشر الهوية الخاصة بكِ أو يمكنك تدوين كل ما تشعرين به، ثم احرقى الورقة فيما بعد، فضلا عن أنه يمكنك التخلص من تلك المشاعر بالمشى فى المناطق  الطبيعية الخلابة. 

 

4- ابحثى عن الفرصة؛ حيثُ إن أى تغيير، يطرأ برضاكِ أو بدون رضاكِ، يجلب فرصة جديدة، وجدير بالذكر أنه عندما نكون فى مفترق طرق يكون لدينا الفرصة للتفكير فيما نريده جيدًا وعلى نحو مستقل بعيدًا عن أرباب الأعمال والشركاء والأبناء. فمثلا، قد تدركين أنكِ أعطيت أولوية لتربية الأبناء على حساب العمل والأصدقاء وممارسة الهويات لذا عندما يتركون المنزل، فمن الطبيعى أن تشعرى بالفراغ أو أنك لم تجدى الرجل المناسب حتى الآن. فمجرد أن ينتابك الشعور بالحزن والأسى واستسلمت لوضعك، تخيلى ما الذى يمكن أن تفعليه فى ظل هذا التغيير وما الذى ليس بإمكانك فعله؛ حيثُ إن الشعور بالفراغ يشير إلى أن هناك شيئا جديدا آتيا. 

 

5- اكتشفى ذاتك واعرفى ما الذى تريدين فعله؛ حيثُ إن إدراك حقيقة ذاتك وماذا تحبين فعله وما هو الشيء الذى يجعلك تشعرين بذاتك ويعبر عنك قد تلاشى منذ سنوات طويلة نتيجة لقيامك بالعديد من الأدوار والمسئوليات الأخرى. فمن ثم، يمكنك الكف عن التفكير فى نفسك، والذى تودين فعله بالتفكير فى الأمور التى كانت تبعث السرور فى نفسك عندما كنتِ فى سن المراهقة وفى مرحلة الطفولة واسألى نفسك أكانت شخصيتك شخصية مبتكرة، مغامرة، رياضية أم مجتهدة. وفكرى أيضا فى التجارب والأمور التى تسعين لتحقيقها فى المستقبل كالسفر وإعادة اكتشاف موهبة ما أو حتى فعل شيء جديد. 

•انضمى للأفراد- سواء أشخاص تعرفينهم أو أصدقاء لأصدقائك- الذين يمرون بمرحلة تقييم لحياتهم والذين يعيدون ترتيب أوراقهم؛ حيثُ إن هذا الأمر قد يساعدك على معرفة أصدقاء جدد من خلال القيام بالأعمال التطوعية أو الانضمام إلى نادى الكتب أو حتى حضور فاعليات – أنت لا تقبلين عليها فى العادة. لذلك، يُنصح بالترتيب لبعض التجمعات كالذهاب للسينما أو تناول العشاء أو زيارة معرض فنى ولا يجب أن يكون بالضرورة الأصدقاء المقربين لك أو نفس المجموعة. فبناء على ما سبق، يتضح أن فعل أشياء لم يتم الاعتياد على فعلها عادة ما يكون بداية جيدة لمستقبل أكثر إشراقًا. 

 

6- كفى عن التفكير بشكل مستمر وبشكل مبالغ فيه؛ حيثُ إنكِ لست فى حاجة إلى إضاعة الوقت، بل يُحتم عليكِ المضى قدمًا والتحرك بشكل سريع نظرًا لأن الفعل والعمل يساعد على بناء الثقة، لذا تحدى نفسك وحددى لنفسك مجموعة من المهام التى يتعين عليكِ القيام خلال أسبوع أو شهر أو ثلاثة أشهر، على التوالى. ولكى تنجحى فى القيام بهذه المهام، لا تتوقعى نتائج بعينها وفى الوقت نفسه، اختاري لنفسك النشاط البسيط الذى لا يتطلب مجهودا ذهنيا والذى يخفف من آلامك ويشغلك عن كل ما يزعجك ويساعدك على الابتكار كما يُنصح بأن تقومى بممارسة هذا النشاط على نحو مستمر. 

دمتم بخير